المعاملات المصرفیه

اشاره

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

المعاملات المصرفیه، ص: 3

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم المقدمه الحمد لله رب العالمین و الصلاه و السلام علی محمد و آله الغر المیامین و صحبه المنتجبین و بعد:

فقد اتجه الإنسان منذ التأریخ إلی محاوله تنمیه ماله و کثیراً ما سلک طرائق غیر سلیمه لیصل إلی هذا الهدف. و کان من أیسرها و أسرعها فی تنمیه المال (الربا).

و قد جاءت النصوص السماویه قاطعه بتحریمه. لتعبر عن الفطره السلیمه للإنسان.

ثمّ ظهرت فی المجتمع الحدیث مؤسسات مالیه لم تکن موجوده من قبل بشکلها الحالی کالمصارف، و کانت من أخطر الأمور المستجده التی واجهت الحیاه الإسلامیه التی تبلورت فی صورتها الجدیده تبعاً لظروف النهضه الأوربیه الحدیثه، و نمت هذه المؤسسات و تعامل بها عدد کبیر من الناس. ثمّ بعد ذلک بدأ الکلام علی رأی الإسلام فیها من جهه التحلیل و التحریم. و تفاوتت آراء الناس إزاء التعامل مع هذه المؤسسه الطارئه علی حیاتهم. و اختلفت لدیهم الاتجاهات و المعاییر. فمنهم مَنْ آثر العزله و الابتعاد مفضلًا الحرمان علی الدخول فی شبهات الحرام و مزالق الربا. و منهم من تخیر فی تعامله جانب الاستفاده من الخدمات البعیده عن الشبهات قدر الإمکان، و منهم من دخل المعترک غیر آبه بما یقال من حلال أو حرام.

و لعل الذی یتبادر إلی الذهن مما تقدم هو أن المصلحه تکمن فی إلغاء النظام المصرفی. و لکن أسارع إلی القول بأن هذه الفکره بعیده کل البعد عن خیالی. لأن النظام المصرفی یسدی خدمات جلیله للمجتمع لا

المعاملات المصرفیه،